ويندوز اكس بي: مكانك سر - غسان حزين - الرأي الأردنية - 2-7-2002

 

ويندوز اكس بي: مكانك سر

 

   لا تزال محاولات تجريم شركة مايكروسوفت بتهمة الاحتكار مستمرة، وما يستمر أيضاً هو منتجات هذه الشركة، وليس آخرها الإصدار الجديد من برنامجها الأشهر "ويندوز" والذي يحمل هذه المرة اسم "إكس بي".

   قرأت الكثير من التحليلات التي تناولت هذا الإصدار من مايكروسوفت، وأكثر ما لفت انتباهي هو التفاوت الرهيب بين هذه التحليلات، التي يمكن تصنيفها بين "مؤيد" و"معارض" لشركة مايكروسوفت، قبل أن يكون مؤيداً أو معارضاً للإصدار الجديد. فشركة مايكروسوفت ومؤيديها يؤكدون أن إصدارها أفضل ويتحلى بكل الميزات التي يتمناها المستخدم، مهما كانت استخداماته، والمعارضين يرون في الإصدار الجديد مجالاً للكسب المادي ليس إلاّ. لا أريد وضع نفسي ضمن أي من هذين الصفين، إلا أنني أرى أن المعارضين على حق. فمنذ قيامي بتحميل الإصدار الجديد من "إكس بي" لم ألمس أي تغير جوهري. وهذا ما كنت قد لمسته عند استخدامي أيا من إصدارات ويندوز التي تلت "ويندوز 95" .

   الحسنة الوحيدة في هذا الإصدار هو بعض الإضافات المتناثرة هنا وهناك. وهذه الإضافات تبدو واضحة أكثر لمستخدمي الحاسبات المرتبطة ضمن شبكات محلية، ما أعطى بعض المحللين من صف المعارضين مجالاً للقول أن هذا الإصدار ينوي "معاقبة" نظام "أبل ماكنتوش" الذي يستخدم أكثر في مجال الشبكات، رغم أن هذا الأخير لا يستخدم على نطاق واسع، ويمثل 10% فقط من مجمل الإنظمة المستخدمة لتشغيل الحاسبات.

   ويبدو أن أكثر ما كان يشغل بال المصممين هو "الأمان" – هل هو السبب لعدم وجود إضافات حقيقية ؟ فهذا الإصدار يخولك تنشيط برنامجك من الموقع الرسمي لشركة مايمروسوفت على الشبكة، لتزويدك بأحدث التنقيحات اللازمة. والاهتمام بالأمان والمحافظة على "حرمة" جهازك، رد فعل مبرر لما عانت منه مايكروسوفت من انتقادات لاذعة لبرامجها التي اكتشف أنها سهلة الاختراق كقضية برنامج "فيجوال بيسك" مثلاً.

   الجديد شكلاً كان كل شيء، فالبرنامج منذ تشغيله وحتى إغلاقه جديد. فالشاشة الرئيسة تخلو هذه المرة من الأيقونات التقليدية، ولن ترى عليها إلا سلة المهملات. وشكل الملفات بات مختلفاً، وطريقة نقل الملفات اختلفت. فلا حاجة لقص ملف ونقله لمجلد آخر، باستطاعتك الآن نقل الملف مباشرة دون قصه ونسخه في مكانه الجديد. أيضاً جميع البرامج المرافقة للنسخة الجديدة وبرامج "أوفس إكس بي" جديدة. ومشغل الصوت الفيديو "ميديا بلاير" يكتسي حلة جديدة. كل ما يخطر ببالك جديد سكلاً. أما مضموناً فالإضاقات ليست ذات قيمة، ولكن هذا لا يعني أنها غير مفيدة.

   منذ إصدار "ويندوز 95" وشركة مايكروسوفت تتحفنا بإصدارات جديدة من ويندوز لا تختلف عن سابقاتها. فلا إصدار 98 ولا 2000 جاء باختلاف جوهري. صحيح أنها تتحسن وتتطور وتقدم خدمات أرقى للمستخدم، إلا أنها لا تذكر بتلك القفزة الكبيرة التي حققها ويندوز 95 عن سابقه. لذلك يبقى أمل المستخدمين دائماً رؤية برنامج جديد كلياً. فهذه الجدة الشكلية لا بد أنها تثير المستخدم وتحبب هذا الإصدار الجديد لنفسه، إلا أنها لن تدوم طويلاً. لذلك، يبدو أن هذا الإصدار يكرس مكانة مايكروسوفت كشركة رائدة في إصدار برامج تشغيل الحاسب، إلا أن هذه الريادة يمكن أن تخسرها ، خاصة أن المنافسين لن يتركوا لها مجالاً لالتقاط الأنفاس، ومايكروسوفت نفسها، مكانك سر.

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

 

RealTracker