صراع المتصفحات الطويل  - غسان حزين - الرأي الأردنية - 17-11-2002

 

"صراع المتصفحات" الطويل

 

مع طرح الإصدار السابع من متصفح الإنترنت نتسكيب (Netscape 7) بشكل مجاني عبر شبكة الإنترنت، تفتح صفحة جديدة من الصراع الطويل بين متصفحات الشبكة العالمية - browsers، وبشكل خاص بين أبرز برنامجين، إنترنت اكسبلورر، من مايكروسوفت، ونتسكيب، من الشركة التي تحمل ذات الاسم.

كان برنامج نتسكيب يرتع وحيداً في ساحة المتصفحات، وعلى شاشات الكمبيوتر، قبل أن ينغص عليه إنترنت إكسبلورر عيشته، ليضعه في الهامش، بطريقة فسرها البعض بأنها غير أخلاقية، لأن انتشار برنامج مايكروسوفت تم بشكل مجاني، متخذاً من قاعدة مستخدمي البرنامج التشغيلي ويندوز مجاله الخصب للانتشار.

فكر القائمون على مايكروسوفت بالأمر ملياً: نتسكيب بدون منافس، والإنترنت هي سوق المستقبل. الحل هو دخول هذا السوق، والسيطرة عليه إن أمكن. و بدون رحمة أو أدنى شفقة بمصير الخصم، تم تحميل البرنامج بشكل مجاني مع برنامج ويندوز، الذي يشغل أكثر من 90 في المائة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم، وبات االضيف الجديد، اكسبلورر، نجم متصفحات الإنترنت، لأنه تخطى المشكلات التي واجهت إصدارات نتسكيب، وقدم برنامجاً راقياُ، يعتمد على جودة الاسم الرنان في عالم التكنولوجيا : مايكروسوفت. وها هو وفقاً لأحدث الإحصاءات التي قامت بها شركة ويب سايد ستوري، يستعمل بنسبة 96 في المائة بين متصفحي الإنترنت.

بينما كان الإكسبلورر يخط طريقه نحو المقدمة، مثلت مايكروسوفت أمام القضاء الأمريكي بتهمة الاحتكار، إلا أن هذا الأمر لم يثن من عزم مناصري الشركة العملاقة ولم ينقص من همة العاملين بها، وظلت الإصدارات المتعاقبة من اكسبلورر تجد طريقها لكمبيوترات المستخدمين، الذين اعتادوا عليه، وبات رسمه ملازماً لشاشات حواسيبهم، وطفت على السطح نسبة كبيرة من متصفحي الإنترنت الذين لم يعرفوا طريقاً لمواقع الشبكة إلا إنترنت إكسبلورر، أو ما يعرف اختصاراً IE، بينما تم نقل متصفح نتسكيب على وجه السرعة إلى المؤخرة. فمن سيكترث ببرنامج بمقابل مادي و يوجد له مثيل لا يقل عنه جودة وربما هو أفضل، وبدون المقابل المادي ؟.

لم يطل الأمر بالإكسبلورر والنتسكيب في دائرة الضوء والمنافسة، فقد ظهرت برامج أخرى، منها المجاني ومنها غير المجاني، مساهمين –بطريقة أو بأخرى- بزيادة الفارق بين إكسبلورر من جهة، وبين البرامج الأخرى من الجهة المقابلة التي برز منها برنامج ام اس ان اكسبلورر، كمتصفح له وزنه على ساحة متصفحات الإنترنت – وإن كان هذا الوزن من فئة الريشة.

اختفت المنافسة بين اكسبلورر ونتسكيب، ونأى ذلك "المايكروسوفتي" بنفسه عن هذه المنافسة، التي اشتعلت بين الآخرين، الذين انقسموا بدورهم إلى فئتين: نتسكيب وام اس ان اكسبلورر، ضمن فئة الكبار هنا، والبقية ضمن فئة أدنى. لكن رغم هذا التقسيم، ظل نتسكيب محتفظاً ببريقه، كمتصفح ذو خصوصية، محافظا على نسبة ضئيلة من المستخدمين، الذين يستعمل أغلبهم أجهزة كمبيوتر مزودة بنظم تشغيل غير ويندوز.

الإصدار السابع من نتسكيب يلقى الترحيب بشكل لافت من قبل المستخدمين، وتتبوأ التحليلات التي تتناوله و الأخبار ذات الصلة به أماكن بارزة على صفحات المواقع المتخصصة بشؤون الإنترنت على الشبكة العالمية، ما يذكر بالثورة التي أحدثتها الإصدارات الأولى لإنترنت إكسبلورر وكسرها لشوكة نتسكيب التي كانت. وتبدو أغلب هذه التحليلات في صالح البرنامج، الذي يتميز بسرعة التصفح من خلاله، وسهولة الاستخدام، وتضمينه لبرنامج وينامب Winamp – مشغل MP3 – و آي سي كيو، و إيه أو إل ماسنجر.

هل يفعلها نتسكيب، الذي بدأ يستعيد بعضاً من عافيته منذ طرحه بالمجان عبر الإنترنت، ويقلب الطاولة على إنترنت إكسبلورر و إم إس إن إكسبلورر وبقية المتصفحات، ويشعل فتيل الصراع بينها من جديد، أم أن كل ما يحدث ليس إلا حلقة صغيرة من مسلسل "صراع المتصفحات" الطويل ؟.

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

 

RealTracker