العلاقات المتوترة بين الإنترنت والتلفاز - غسان حزين - الرأي الأردنية - 28-5-2002

 

العلاقات المتوترة بين

التلفاز والإنترنت

 

يصف خبراء الإنترنت العلاقة القائمة بين التلفاز والإنترنت بأنها "متوترة"، وذلك لأن هذه الأخيرة استطاعت أن تحقق ما لم يستطعه التفاز منذ وجوده، وهو التفاعل بين المرسل والمستقبل.

فالتلفاز من وسائل الإعلام التي تفقد ميزة الفتاعل بين المرسل والمستقبل. أما الإنترنت فإنها لم تكسر هذا الحاجز فقط، بل إنها حطمته تحطيماً وجعلته شبحاً من الماضي، فهي أضافت إلى هذه الميزة ميزة أخرى تتمثل في إلغاء الفرق، وإلى حد بعيد، بين المرسل والمستقبل، وجعلهما واحدا.

التلفاز: الفقر المساعد الأول

لا يعني التفوق على التلفاز من تلك الناحية أنها وجهت له الضربة القاضية، فعدد المتصلين بشبكة الإنترنت مقارنة بعدد مشاهدي التلفاز يبدو ضئيلاً. فمشاهدي التلفاز يكاد يكون عددهم قريبا من عدد سكان الأرض، أما المتصلين بالشبكة فيبدون "قلة".

فالفقر يبدو وكأنه الضامن الأكبر لاستمرار هيمنة التلفاز على الإنترنت، فثمن جهاز الحاسب الشخصي أعلى من ثمن التلفاز، ثم الاتصال بالشبكة العالمية يعني مصروفاً أكبر في فاتورة الهاتف، وهذا الأمر غير موجود عند التلفاز. أضف إلى ذلك أن الحاسب الشخصي يحتاج برامج خاصة بين الفينة والأخرى، ما يعني زيادة في المصروف بشكل عام. أيضاً قد يفضل البعض تعلم استخدام مهارات الحاسب في المعاهد المتخصصة، بالإضافة إلى احتمال وجود حاجز "الخوف" من التكنولوجيا الحديثة. فالإنترنت تضع العالم بين يديك، ووجود كل العالم، بما فيه، قد يؤرق مضاجع البعض.

الإنترت: فقاعة صابون ؟

"لكل جديد بهجته". هذه العبارة أطلقها كثيرون على الإنترنت،مفسرين بذلك سبب الانتشار الهائل للشبكة العالمية بأنه الجدة، وليس شيء آخر.

هذه العبارة أثبتت خطأها، فها هي الشبكة تحقق شعبية كاسحة خلال أعوام قليلة، ولا تزال "جديدة" وغير مكتشفة إلى حد كبير. ثم إنها بنت اقتضادها بسرعة كبيرة، وباتت جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد حول العالم.

كل ذلك يوضح أن الشبكة ليست "فقاعة صابون"، وأنها قادرة على الاستمرار، ومنافسة وسائل الإعلام التقليدية، وعلى رأسها التلفاز.

محاولات الوساطة !

تعكف شركات عالمية مصنعة للحاسبات الشخصية، وعلى رأسها مايكروسوفت، على ابتكار جديد يدمج كلاً من التلفاز والحاسب والإنترنت والمسجل والفيديو زغيرها من وسائل التسلية والترفيه، مع بعضها البعض في جهاز واحد، قد يعيد للأذهان "صندوق العجائب".

ومحاولات "الوساطة" مستمرة بين هتين التقنيتين، وتتجلى بوضوح فيهما. فعبر التفاز، تبث عدة مجطات برامج تتحدث عن الإنترنت وجديد مواقعها وآخر أخبار التكنولوجيا المتعلقة بها. وعبر الإنترنت، تستطيع متابعة العديد من محطات التلفاز العالمية مباشرة على الهواء.

أيضاً انتشرت في الآونة الأخيرة تقنية الاتصال بالشبكة العالمية عن طريق الأقمار الاصطناعية، وذلك في خطوة رأى البعض أنها ستودي بحياة "الإنترنت العادية". إلا أن هذه الإنترنت لم تتأثر كثيراً بهذه التقنية التي لم تنتشر بعد على نطاق واسع.

عموماً لايبدو الوضع مطمئناً على كل من الجبهتين، فلا يوجد ما يمنع من طغيان "جبهة" على أخرى. وبما أن احتمال تفوق "جبهة" وارد، فإن احتمال دخول "جبهة" ثالثة على خط الصراع الساخن وارد أيضاً، وبنسبة معقولة.

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English