رمضان متعدد الوجوه على الإنترنت - غسان حزين - الرأي الأردنية - 10-11-2002

 

رمضان متعدد الوجوه على الإنترنت

 

يختلف شهر رمضان المبارك عبر شبكة الإنترنت تماما عما يبدو عليه في الحياة الاعتيادية، حتى أنه ربما يختلف تبعا للمستخدم، شأنه في ذلك شأن كثير من المناسبات التي تحتفي بها الشبكة العالمية.

لغير المسلمين يمثل رمضان مناسبة يمكن الاحتفال بها من منطلق مشاركة المستخدمين فرحتهم ليس إلا. يوجد الكثير من الأصدقاء من جميع أصقاع الأرض، ويوجد الكثير من المناسبات، وما هو موجود أكثر بطاقات التهنئة. وإرسال واستقبال هذه البطاقات واحد من طقوس شبكة الإنترنت المفضلة لدى العديد من المستخدمين باختلاف عقائدهم.أيضا قد يكون هذا الشهر مناسبة مهمة للمواقع الإسلامية التي تزدهر في مثل هذا الوقت من السنة، حيث يمكنها رسم صورة أفضل للإسلام على شبكةٍ لا يبدو فيها وضع أي شيء يتعلق به على ما يرام، خصوصا مع ازدياد هجمات "السبام"، وهي الرسائل الإلكترونية المزعجة، التي تحمل مضامين إسلامية.

 

رمضان بدون أزمات مرورية

يمر وقت الإفطار على مواقع على مواقع الشبكة دون أزمات مرورية مشابهة لما تشهده طرقات المملكة عند اقتراب موعد إذان المغرب والإفطار. إن ما يحدث على شبكة الإنترنت مغاير تماما، فطرق المعلومات السريعة لا تعاني من ضغط في أي وقت من أوقات السنة، حتى أن الطرق الإلكترونية – أو ما يعرف بالسوبر هايويز Super Highways- لرمضان الإنترنت معبدة وسالكة بسهولة وسلاسة، بل ربما يخطر في بال البعض الإنتقام من الشوارع المزدحمة ساعة الإفطار، والتسكع في شوارع الإنترنت الرحبة، حيث لن ترى تلك السيارات المتصارعة للوصول أولا، بل سترى فوانيس ذوات وجوه باسمة، ومسابقات رمضانية إلكترونية وفتاوى عبر الفضاء الإلكتروني، والعديد من فعاليات رمضانية أخرى.

من زاوية أخرى، ترى المنافسة بين المواقع العربية فيما بينها لاجتذاب المستخدمين بمسابقاتها ومعلوماتها الرمضانية وبطاقات التهنئة التي بات يعتمد أغلبها تقنية "الفلاش – Flash" التي تضفي حلاوة أكثر لتلك البطاقات. وفي ذات الإطار تبلغ المنافسة ذروتها بين المواقع العربية والإسلامية من جهة، والمواقع الأجنبية، والأمريكية خصوصا، من جهة أخرى لتصيد المستخدمين وإبقائهم في الدائرة الرمضانية.

تحري الهلال لإعلان بداية الشهر الفضيل أمر لا يعني المواقع الإلكترونية، فرمضان الإلكتروني يبدأ قبل بداية رمضان العادي بأيام قليلة، وذلك مراعاة لفروق التوقيت بين المستخدمين. ولا ينتهي الشهر كذلك برؤية الهلال من جديد، بل ينتهي قبل رؤيته بفترة وجيزة، أيضا بسبب فروق التوقيت. رمضان الإلكتروني ليس تسعة وعشرين أو ثلاثين يوماً يصوم خلالها العباد من شروق الشمس حتى مغيبها. إنه هنا شهر آخر: مئات آلاف الصفحات المتضمنة معلومات وصورا وبطاقات وأخبارا وفتاوى رمضانية. لقد صنعت الإنترنت شهر رمضان جديد، فيه من رمضان الذي نعرفه الكثير، وفيه ما هو أكثر من رمضان لا نعرفه، وحان الوقت لنا للتعرف عليه عن كثب.

نظرة سريعة على وضع رمضان عبر الشبكة العالمية قد لا تعطي صورة واضحة لمعالم الشهر الفضيل إلكترونياً، فرمضان عبر مئات الآلاف من الصفحات المتعلقة به يحمل أكثر من وجه يستطيع العديد منها تقديم رمضان رمضان بصورة واضحة وبامتياز.

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English