الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

 

 

التجارة الإلكترونية: ثقة أمريكيا ونمو خجول عربيا - غسان حزين - الرأي الأردنية - 26-1-2003

 

التجارة الإلكترونية: ثقة أمريكيا

 ونمو خجول عربيا

 

   بعد عام اهتزت فيه الثقة بالتجارة الإلكترونية، وشهد خلاله المراقبون تراجعا لعدد المشترين من المتاجر الإلكترونية، التي شهدت أرباحا أقل العام الماضي، وبعد عام شهد كسادا اقتصاديا خانقا، بدأ المحللون، تدعمهم الدراسات، ينظرون لعام أكثر إشراقا وصرفا على المشتريات عبر الفضاء الإلكتروني. وتختلف نسبة الإشراق من بقعة إلى أخرى، وتبدو في أقصاها أميركيا، وفي حضيضها عربيا.

   ولأن المقارنة بين التجارة الإلكترونية بين الولايات المتحدة والدول العربية جمعاء سيبرز تفوقا وقنوطا ليس إلا، يجدر بنا إلقاء نظرة على كل جانب، لنحكم بعدهابهدوء.

   آخر الدراسات تشير إلى أن مستخدمي شبكة الإنترنت الأمريكيين يخططون للشراء عبر الإنترنت أكثر، وذلك لزيادة ثقتهم بالمنتجات المعروضة عبر متاجرها الخائلية. وتشير الدراسة التي أجرتها شركة إيه اس نيلسن أن قيمة هذه المشتريات في الربع الأول من العام ستبلغ 8ر4 بليون دولار، بزيادة قدرها 9 في المائة عن ذات الفترة من العام الماضي.

   وتأتي هذه الدراسة لتبشر أصحاب المتاجر الإلكترونية بموسم بيع سعيد، يشبه موسم الأعياد الماضي الذي حقق مبيعات قياسية. ويعود السبب في هذه المبيعات إلى الخصومات الكبيرة التي كانت تقدمها المتاجر الإلكترونية والعروض المجانية التي استجاب لها المستخدمون ورفعت من نسبة المبيعات، التي زادت بنسبة 40% عن العام 2001. يشار إلى أن 61 في المائة من الأمريكيين هم مستخدمون لشبكة الإنترنت.

   في الجانب الآخر، وصف تقرير أصدرته المجالس القومية المتخصصة برئاسة الدكتور عاطف صدقي ، رئيس الوزراء المصري الأسبق، ونشره موقع إيلاف الإلكتروني، نمو التجارة الإلكترونية العربية خلال العام الماضي بأنه "نمو خجول". وقدرت قيمة مشتريات المستخدمين العرب عبر الشبكة الدولية للمعلومات بنحو 100 مليون دولار، حيث أن معظم هذه المشتريات تمت عبر مواقع أجنبية. إلا أن الدراسة قدرت حجم التجارة الإلكترونية العربية بأكثر من نصف بليون دولار مع نهاية عام 2002، بالنظر إلى بعض المشروعات التي أنجزتها دول عربية، مثل مشروع مدينة دبي للإنترنت، ومشروعات أخرى في مصر ولبنان. وتبدو أرقام مثل 100 مليون دولار كقيمة لكل مشتريات المستخدمين العرب، ونصف بليون دولار  كحجم للتجارة الإلكترونية العربية، مؤشرا واضحا على ضعف الأداء العربي ككل على شبكة عالمية، بلغ عدد مستخدميها البليون نسمة، ومنذرا بما قد يكون أسوأ على المستخدمين الحاليين، الذين يبلغ عددهم وفق أحدث الإحصاءات 7ر5 مليون مستخدم فقط.

   الرقم المتواضع الذي يمثل نسبة مبيعات المتاجر الإلكترونية العربية، يعود إلى سببين. أولهما أن المستخدم العربي لا يثق بالمتاجر الإلكترونية العربية، أو أن هذه المتاجر لا توفر له ما يرغب بشراءه عبر الإنترنت. وللسببين حلول مبنية على مشاكل تحتاج هي الأخرى لحلول، وهكذا.

    التجارة الإلكترونية العربية قائمة على مجموعة مصاعب يجب تجاوزها، وإلا فإنها لن تبقى على حالها هذا، بل ستتراجع إلى الخلف أكثر، خاصة وأن حلبة المنافسة عبر شبكة عالمية لا تعترف بالحدود صعبة جدا، إذ ليس من المحتم على مستخدم عربي أن يقوم بالشراء من موقع عربي، فالخيارات المتاحة أمامه أكثر من أن تحصى، والذي سيقنعه بأنه المكان الأفضل والأكثر أمانا، هو الذي سيكسب.

   ساحة التجارة الإلكترونية شبيهة بالطاحونة، التي تطحن من لا يستطيع الصمود فيها من الصغار،فهي خطيرة جدا، توجب على داخلها الاحتراس جيدا. ولأن هذه الطاحونة لاتفكر كونها جمادا، فلا فرق عندها من يكون المطحون.

 

  عودة