الهجمات القادمة إرهابية؟ - غسان حزين - الرأي الأردنية - 9-12-2002

 

الهجمات القادمة إلكترونية ؟

 

الخوف والحذر الذين يطالان كل ما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة لاحتمال تعرضه لهجوم إرهابي بدأ يطال المواقع الإلكترونية، بحسب العديد من خبراء الإنترنت الأميركيين. وبدا واضحاً أن هذه المخاوف جدية، ما دفع الحكومة الأمريكية لوضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب الإلكتروني – التي لاقت انتقادات واسعة من خبراء الشبكة المعلوماتية الدولية في الولايات المتحدة لأنها تحد من حرية المستخدم، حسب تعبيرهم.

يقول ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض الخاص للإنترنت، إن الهجمات الإلكترونية أسهل بكثير من صنع سلاح مدمر. "فالهجمات الإلكترونية سلاح يعطل عدد كبير من المواطنين. وهو أرخص وأسهل". ويلخص كلارك وخبراء الإنترنت النتائج المتوقعة لهجوم إلكتروني محتمل من أي مكان في العالم بنتيجتين بسيطتين، أولهما أنه يمكّن المهاجم من تغيير البرمجيات التي تتحكم بالاتصالات الهاتفية، فيقطعها عن عدد كبير من المواطنين. وثانيهما إمكانية التحكم بتشغيل وإطفاء الكهرباء عن مناطق في البلاد، أو حتى فتح سدود المياه في غير الوقت المطلوب.

موقع abc news التابع للمحطة التلفزيونية التي تحمل ذات الاسم، قام بهجوم إلكتروني على مركز شرطة لمعرفة النتائج التي قد تحصل عن هجوم إرهابي يعطل استجابة فرق الطوارئ. قام فريق من الموقع بالذهاب إلى شركة استشارية في أمن الكمبيوتر، تدعى اينروول، في كولورادو، وطلبوا من الشركة مهاجمة قسم شرطة في ولاية أخرى –الكترونياً- لمعرفة مدى العطل الناتج عن هذا الهجوم.

تم الاتصال برئيس قسم شرطة هننغتون، بكاليفورنيا، راندي نارامور، وتم إخباره بأن هجوماً اختبارياً سيقع على أجهزة كمبيوتر قسمه، دون معرفة الموعد. وافق نارامور، مؤكدا أن حاسبات قسمه محصنة جيداً بجدار ناري يستحيل اختراقه.

بدأ "الهاكر" من شركة انروول، كما يفترض بالهاكر المهاجم من أي مكان في العالم، بالإبحار عبر شبكة الإنترنت لإيجاد طريقة للنفاذ لحاسبات قسم الشرطة المحدد كهدف. وبسرعة وضعوا الخطة لمهاجمة نظام حاسبات قسم الشرطة. بدأ الاعتداء الأول برسالة إلكترونية، على أنها من رئيس القسم للمحقق الموجود هناك، كارل هاينتز تقول "كارل، هناك حالة طوارئ في قاعة المدينة، اذهب بسرعة إلى هناك" وتم توقيع الرسالة باسم رئيس القسم. وذهب هاينتز للتقصي عن الأمر في قاعة المدينة.

هنا، بدأ "الهاكر" بالخطوة التالية، وهي إرسال رسالة فيروسية، تتضمن فيروس حصان طروادة، لأجهزة الحاسب في المركز، وبعثوا بالكثير من الرسائل. ولم يعد يعرف من كان موجوداً في القسم ماذا يحدث، فقد شلت حركتهم تماماً مع فيض الرسائل القادمة إليهم.

في نهاية هذا الهجوم قام الهاكر بإرسال رسالة لكل حاسبات القسم، تخبرهم فيها أنهم تعرضوا للهجوم، وما عليهم سوى الاتصال بغرفة الكمبيوتر 1-1-9 فوراً. بعدها أرسل هاكر انروول الرسالة الأخيرة لحاسبات القسم : "تم اختراق نظامكم. يوم سعيد" !.

أكد جوردن، رئيس قسم شرطة هننغتون، أن حاسبات قسمه مزودة بنظام حماية يعد أفضل بكثير من أنظمة حماية أقسام الشرطة الأخرى، لكنه نبه إلى أن ما حصل "ليس هجوماً إرهابياً إلكترونيا، بل هو ضربة للحاسبات فقط". أي أن نتائج هجمات إرهابية إلكترونية ستكون أكبر. ولا يزال الجميع ينتظر هجمة إرهابية مزعومة، إن لم تكن على أرض الواقع، فمن خلال الفضاء الإلكتروني.

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English