أخلاق التكنولوجيا وتكنولوجيا الأخلاق! - غسان حزين - الرأي الأردنية - 14-6-2002

 

أخلاق التكنولوجيا وتكنولوجيا الأخلاق !

 

لأن شبكة الإنترنت عالمية، ولا تخضع لأي سلطة سياسية أودينية أوغيرها، فإنها تفاجئك حتماً وفي أي وقت بما هو غير متوقع حيناً، ومرفوض أحياناً.

فها هي المحاولات الرسمية في عديد من البلدان حول العالم لحجب بعض المواقع عن المتصفحين تفشل، ولا تبدو أداة فعالة "لمواجهة" أنواع غريبة من المواقع، تتخفى وتتنقل تحت أسماء عديدة وبسرعة رهيبة، وتتستر بأغطية لا تخطر على العقل البشري. وبما أن لكل مشكلة حل، فإن "لانحلال الأخلاق" على الشبكة حل، ولهذا الحل – الذي يعتبر مشكلة عند البعض – حل أيضاً. وتستمر هذه السلسلة من المشاكل والحلول إلى مالا نهاية، ويفشل وينجح الجميع في آن.

تبدو تجربة بعض البرامج في البال دائماً عند التحدث حول هذا الموضوع، فبرنامج الكتابة ويرد من مايكروسوفت استطاع إخضاع قواعد اللغة له وبنسبة كبيرة. جرب الكتابة عبر هذا البرنامج، وفعّل المصحح اللغوي، وسترى أنه يخط لك تحت الكلمة التي أخطأت في كتابتها إملائياً وقواعدياً. وسيضع لك حلولاً مفترضة، قد تكون هي المطلوبة.

ولكن ماذا عن الأخلاق ؟ كيف سيتعرف جهازك إلى ما تعتبره أنت، وفق ثقافتك الخاصة، عيباً ؟ وهل تعرف أنت حدود ذلك ؟

أنسنة الآلة

يبدو أن هناك حلاً في الأفق غير القريب. ويشتمل الحل شقين يجب أن يتماشيا مع بعضهما البعض دونما المنغصات المتوقعة. أول هذين الحلين هو جعل الآلة إنساناً، وثانيهما جعل الإنسان آلة.

والمقصود هنا، هو تقريب وجهات النظر، قدر الإمكان، بين أجهزة الحاسب وبين مستخدميها، أو تقديم مجموعة من التنازلات من كلى الطرفين للوصول إلى حل يرضيهما. أو بالأحرى يرضي الإنسان، لأن الأجهزة لا تعاني من مصاعب في هذا الخصوص.

والتنازلات عند الإنسان ستكون أن يحدد العيب، وأن يحصره كله، ويعطيه على شكل معلومات لأجهزة الحاسب، التي ستقوم بتقديم ما لذ وطاب من المواقع وفق "أخلاق"
معدة مسبقاً، وحسب الرغبة. طبعاً، سيكون هناك درجات للأخلاق المطلوبة تتدرج ما بين أخلاق للمنحلّين، وأخلاق للمتشددين، تتسم بالورع والتقوى!.

هذا يعني أن أخلاقك سيتحكم بها جهازك الشخصي، رغم أنك من علمه هذا، ما يعني بالضرورة مشاكل لا حصر لها بينكما، قد تنتهي "بالطلاق" . وتذكر جيداً وذكر جهازك، أن "من علمني حرفاً كنت له عبداً" !. حيث ستعلم هذا الجهاز العيب، ولن يتزحزح هو عن موقف أنت قمت بإملائه عليه!.

هذا الحل لا يبدو عملياً إطلاقاً، لأن الإخلاق تختلف من شخص لآخر، حتى في بيئة ولحدة، وهذا أمر بدهي. لذلك يبدو الحل الوحيد المتوفر، وغير المكلف أبداً الرقابة الذاتية، أي أن تكون أنت سيد نفسك على جهازك عبر الشبكة. وإن لم تشأ أن تخضع لأي قواعد أخلاقية عليك تحمل النتائج المترتبة وحدك .

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

المنتدى

 

 

RealTracker