نحو تعليم مجاني عبر الإنترنت - غسان حزين - الرأي الأردنية 30-9-2002

 

نحو تعليم مجاني عبر الإنترنت

 

بفضل شبكة الإنترنت بات بمقدور الكثيرين التعلم، وبإمكانيات تضاهي التعليم العادي، ليفتح مجال جديد في عصر التعليم، هو التعليم عن بعد باستخدام التكنولوجيا، أو ما بات يعرف اليوم بالتعليم الإلكتروني.

ولم تكن طريقة التدريس وحدها هي الجديدة، بل ما تطور كان أيضاً المواد التعليمية نفسها، حيث نرى تخصصات جديدة متوفرة أمام الطلاب تعتمد على التكنولوجيا الحديثة كأساس للدراسة، وباتت هذه التخصصات نحظى بإقبال شديد في الجامعات، ما يعني الاقتناع بجدوى وأهمية هذه المواد التي تقدمها شبكة الإنترنت لطالبي العلم.

لكن ما يؤرق المستخدم العادي هو عدم توفر دورات التعليم الرسمية (التي تمنح الشهادات) إلا بمقابل مادي. بينما تتوفر كمية كبيرة من المعلومات على شكل دروس، ناتجة إما عن جهد شخصي، أو تابع لمؤسسة غير تعليمية أوربحية، كموقعي البي بي سي والدويتشة فيللة. حيث يقدم الأول دروساً لتعليم اللغة الإلنجليزية، هي نفسها التي تقدم عبر الإذاعة، بينما تقدم الثانية دروساً لتعليم اللغة الألمانية، هي أيضاً ما يبث عبر الإذاعة الألمانية من قسمها العربي.

لكن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا يفكر جدياً في أمر المتاجرة بالتعليم عبر الإنترنت، ويرغب بتوفيرها بالمجان عبر موقعه، ابتداء من نهاية أيلول. ومن المقرر أن تنشر الدفعة الأولى من الدورات الدراسية على موقع المعهد في 30 من أيلول. وتشمل هذه الدورات الدراسية موضوعات مثل البيولوجيا والكيمياء وعلوم الكومبيوتر.

استغرب عديدون هذه الفكرة من إدارة المعهد، خاصة أنه بالإمكان المتاجرة بهذه المواد التعليمية عن طريق إقامة دورات دراسية بمقابل مادي. الرد على هذه الخطوة جاء من المديرة التنفيذية للمشروع آن مارغوليز: "اعتقد أن البعض استغرب فكرة أننا نسعى إلى تعزيز التربية والتعليم عن طريق الإنترنت." وقالت: "لماذا لا ننشر المعرفة التي في حوزتنا مجانا بدل أن نبيعها؟" هذه الفكرة ستحدث ثورة في عالم التعليم من دون أدنى شك، خاصة أن هذا المشروع سينشر في السنوات العشر القادمة كل مالديه من مواد دراسية عبر شبكة الإنترنت. إلا أن المشكلة الوحيدة التي ستواجه طالبي العلم، هي أنهم لن يحصلوا شهادة جامعية من المعهد بدراسة هذه الدورات على الإنترنت. ولكن عزاءهم هو تمكنهم الحصول على ساعات طويلة من التعليم عن طريق الفيديو في عشرات الآلاف من الصفحات من المعلومات. وليس هذا إلا البداية، ذلك أن المعهد يريد أن يحدث ثورة في التعليم على مستوى العالم بأسره. ويعترف المعهد أن إعداد المعلومات لتكون متوفرة على الإنترنت يعتبر تحديا كبيرا، ذلك أن العاملين في المعهد امضوا اشهر طويلة في الحصول على موافقة الجهات المعنية على نشر المعلومات، وتوفير الأدوات اللازمة لتفريغ المحاضرات التي يلقيها الأساتذة الجامعيون على الإنترنت.

ويقول المسؤولون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا انه إذا نجح المشروع وإذا كان هناك مشروعات مشابهة أخرى فان شبكة الإنترنت ستحقق ما كان يؤمل منها أن تحققه عند إنشائها وهو نشر المعرفة والمعلومات حول العالم وليس بيع أقراص السي دي والقمصان.

يجب أن نقف أمام الجملة الخطيرة التالية: "شبكة الإنترنت ستحقق ما كان يؤمل منها أن تحققه عند إنشائها". حرف السين الذي يسبق كلمة تحقق، يفرض معنى أن الإنترنت لم تحقق بعد ما كان يؤمل منها أن تحققه من نشر للمعرفة والمعلومات. ما الذي تفعله ملايين الصفحات المنتشرة على الشبكة العالمية ؟ في طيات هذه الجملة نظرة وردية نحو المستقبل، ونظرة سوداء للحاضر. على الرغم من أننا ننظر إلى حاضر الإنترنت ككنز لا يفنى من المعلومات.

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

المنتدى

 

 

RealTracker