الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

المنتدى

 

 

RealTracker

 

 

قصة اختراع البريد الإلكتروني - غسان حزين - مجلة العربي الكويتية - يناير 2003

 

   انتهت تلك المرحلة، وبدأت مرحلة جديدة، هي مرحلة الإنترنت، التي تعني بالإنجليزية الشبكة العالمية –international Network ، حيث لا مجال لفئة ضيقة احتكار استخدامها. ولما لم يسجل توملينسون البريد الإلكتروني كاختراع باسمه، ويحصل بالتالي على براءة اختراع، كما فعل ويفعل الكثيرون، بات البريد الإلكتروني دون مالك، وانتشر بين كل مستخدمي الإنترنت، بدلاً من مستخدمي اربانت المحدودين، وصار كما الآن، اختراع دون مخترع، يستخدمه الملايين حول العالم. أي أن البريد الإلكتروني بات كأي خدمة أخرى تقدم عبر الإنترنت للمستخدمين.

   كما ساعدت الإنترنت على انتشار البريد الإلكتروني، فإنها ساعدت على ضياع اسم راي توملينسون. والسرعة الرهيبة التي انتشرت من خلالها كوسيلة اتصال معلوماتية حديثة، لم يدع مجالاً أمام توملينسون للتفكير بمدى أهمية اختراعه، الذي فكر به وأحسن استغلاله القائمون على موقع هوتميل، التابع لمايكروسوفت، وقدموا البريد الإلكتروني كخدمة مجانية، مراهنين على هذا الاختراع، بأنه اختراع المستقبل، ونجحوا في كسب الرهان

البريد الإلكتروني الآن

  الطريقة التي يعمل بها البريد الإلكتروني بسيطة جداً، فما عليك إلا أن تقوم بكتابة الرسالة، ثم عنوان المرسل إليه، متضمنا الرمز @، ثم تضغط على زر الإرسال. بعد ذلك تذهب رسالتك إلى خادم (سيرفر) شركتك المزودة للإنترنت، الذي يتحقق من صحة العنوان، و يقرر المسار الذي ستسير به رسالتك عبر الشبكة العالمية، نحو خادم شركة المرسل إليه المزودة للإنترنت، حيث تصله في صندوق البريد المخصص للمستخدمين. ولقراءة الرسالة، يقوم المرسل إليه، مستقبل الرسالة، بفتح صندوق بريده الإلكتروني ليقرأ الرسالة من كمبيوتره الخاص أو من أي جهاز آخر متصل بشبكة الإنترنت حول العالم. الأمر برمته لايستغرق أكثر من 20 ثانية لوصول الرسالة لمستلمها. هذا يوفر الوقت والمال، ويضع البريد العادي في مهب الريح، حيث تتفوق إمكانات البريد الإلكتروني عليه بدرجات كبيرة. وإضافة إلى الكتابة يمكنك عبر البريد الإلكتروني إرسال ملفات موسيقية أو برامج أو صور أو غير ذلك من الملفات التي ترسل مع الرسالة الإلكترونية في صورة ملحقات – ِAttachments.

ماركوني

   والرسالة الإلكترونية كبيرة الشبه بالرسالة الورقية التقليدية، فهي تتكون من مقدمة، تحتوي على عناوين المرسل والمستقبل وعنوان الرسالة ووقت إرسالها، وجسم يحتوي على النص المكتوب. وتماماً كما يفعل الشخص مع الرسالة التقليدية، عليه التاكد من صحة العنوان، لأنه في حالة كتابته بطريقة خاطئة، فإن لم يكن العنوان المكتوب بالطريقة الخطأ يخص أحدا فإن الرسالة تعود إلى العنوان الذي أرسلت منه، وإن كان العنوان الخاطئ ملكاً لشخص آخر فإنه يصل إلى هذا الشخص.

   واليوم، يستخدم ملايين الأشخاص حول العالم البريد الإلكتروني, وقله منهم فقط تذكر صانع معبودهم الإلكتروني، راي توملينسون، الذي توصل إلى اختراعه بالصدفة، تماما مثل عشرات الاختراعات التي غيرت وجه التاريخ، وهو ما يتضح من خلال هذا الاستخدام الواسع له. ولا شك أن ذلك يؤكد أن هذا الابتكار كان حتمي، وأنه لو لم يوجد، لكان من الضروري إيجاده. وإن كان كل اختراع على هذه الدرجة من الأهمية يذكر ويذكر معه صاحبه فإن البريد الإلكتروني يذكر وكأن وجوده من طبيعة الأمور، أما صاحبه فلا أحد يكترث له أو به حتى لو كان على درجة من العبقرية مثل راي توملينسون الذي لم يستغرقه ابتكار وسيلة الاتصال هذه التي غيرة وجه التاريخ سوى 30 ثانية.

 

الصفحة الثانية

  عودة