يعتبر دليل googl من أكبر الأدلة الموجودة على الشبكة، حيث يحتوي على أكثر من بليوني صفحة مسجلة في دليله الخاص. وهذا الموقع رغم حداثته، إلا أنه أثبت جدارته كأحد أفضل محركات البحث الموجودة على الشبكة، ما دفع عدة مواقع للتعاون معه، وليكون محرك البحث google هو محرك بحثها "الرسمي".

وليعرف المستخدم جودة محرك البحث ما عليه إلا أن يستخدمه، وكلما كانت النتائج أقرب للدقة كان هذا المحرك أفضل. فأنا شخصياً أفضل محرك البحث هذا على غيره، فالنتائج التي يظهرها دقيقة للغاية، هذا بالإضافة لسرعة إيجاده للنتائج، ما جعله يتفوق على عدة محركات بحث تقليدية، مثل محرك بحث Yahoo و AltaVista و غيرهما.

الدليل: اللغة والتشعبات لها حل مع google

يتضمن دليل google في طياته بليوني صفحة، وتستطيع الإبحار في هذا الدليل المتشعب والكبير بستة وستين لغة متوفرة، ما يعني أنك لن تتعب نفسك بالتفكير في كيفية كتابة الكلمات العربية بالأحرف اللاتينية. فلو أن مستخدماً حاول البحث عن موقع صحيفة الرأي الإلكتروني، فماذا سيكتب لتكون نتائجه دقيقة؟ كيف تكتب كلمة "الرأي" العربية بالأحرف اللاتينية ؟ طبعاً توجد عدة كتابات لهذه الكلمة، ما يشتت محرك البحث، الذي هو بالطبع آلة وليس إنسان، فلا يعرف أن كلمتي alrai و alraei تدلان على نفس الكلمة العربية.

يقسم الدليل هنا وفق التقسيمات التقليدية المتوفرة في أي دليل آخر على الشبكة. أي مجموعة أدلة رئيسة تتفرع عنها أدلة فرعية، وهكذا. لنبحث مثلاً عن موقع يتحدث عن الفنانة فيروز، من أين ستبدأ ؟ من دليل البلدان، أم من دليل الموسيقى ؟ فدليل البلدان يتضمن في داخله أدلة فرعية للموسيقى في كل بلد، ودليل الموسيقى أيضاً يتضمن دليلاً للموسيقى في كل بلد. هذا يعني، ولو ظاهرياً، أن نفس النتائج سوف تكون موجودة في كلا الدليلين الفرعيين. القائمين على هذا الموقع قاموا بخطوة رائدة في هذا المجال، حيث يتحول الدليل الفرعي المطلوب تلقائيا إلى الدليل الجديد الذي ستجد فيه نتائجك. أي أنك لو اخترت لتبحث عن مواقع فيروز أن تبدأ من دليل الموسيقى فإنك عند دخولك لدليل الموسيقى ستجد أدلة فرعية كثيرة، منها أدلة تتعلق لأنواع الموسيقى (دليل لموسيقى الجاز، أو البوب، أو الكلاسيكية .. الخ)، أو أدلة تتعلق بالموسيقى حسب أسماء الموسيقيين، أو حسب الجماعات، ستقوم يالدخول إلى بالدخول إلى هذا الدليل واجداً فيه أسماء جماعات وثقافات، من بينها العربية، تدخل هذا الدليل فستجد أسماء البلدان العربية. هنا كانت تكمن المشكلة، إن دخلت دليل لبنان هل ستجد مواقع فيروز ؟ أم أن دخولك هذا الدليل كان خطأ ؟ الحل هو اتجاه الدليل الفرعي هذا إلى الدليل الفرعي المنطلق من دليل البلدان، أي أن الصفحة التي ستتجه إليها في كلتا الحالتين واحدة. هذا الأمر يعني أن انطلاقك للبحث من أي من الدليلين سيجعلك تجد النتائج ذاتها.

ويبدو أن هذه الفكرة قد راقت لمصممي مواقع محركات وأدلة البحث، فاعتمدوها في مواقعهم. أيضاً يضيف لك الدليل تلقائياً أدلة فرعية قد تكون مفيدة للمستخدم. فعند البحث في دليل البلدان عن الأردن فإن وصلة تظهر لك لدليل اللغات، متضمن اللغة العربية.

المحرك: دقة وسرعة في النتائج

يتميز محرك بحث google بدقة نتائجه وسرعة الوصول إليها، وأنه يقترح عليك صيغ كتابية للكامات غير لإنجليزية، فكما قلنا، عند البحث عن موقع صحيفة الرأي، وكتابتها بالصيغة التالية alraei، يقوم المحرك تلقائياً باقتراح صيغة كتابية أخرى لكلمة "الرأي" بالإنجليزية، فيتجه نحوها المستخدم واجداً ضالته فيما يبحث عنه.

يعمل محرك البحث google على أساس إحصائية ورياضية متقدمة تقوم بدراسة صفحات الشبكة المفهرسة ومضامينها، وتكرار الكمة المطلوبة في عملية البحث، وبالتالي الحكم على موضوعها وعلاقتها بعبارة البحث التي يقوم المستخدم باستعمالها.

بدأ المحرك قبل فترة قصيرة بتقديم خدمة البحث للصور، وهذه القدمة غير موجودة في مواقع البحث الأخرى، إلا أنها لا تزال تواجه صعوبات كبيرة، فنتائج البحث عن الصور لاتزال غير دقيقة، وقد تستخدم بشكل غير أخلاقي. فكيف سيعرف محرك البحث إن كانت الصورة المطلوبة تخص فعلاً الشخص المطلوب أم لا؟ أي أنه يمكن لأي شخص تسمية صورة إباحية باسم شخصية معروفة، فيقوم محرك البحث يإدراجها ضمن صوره، ما يعني عدم ضمان سلامة النتائج.

أيضاً يوفر الموقع خدمة البحث عن حماعات، كجماعات للدردشة أو الموسيقى .. الخ.

هل تكفي بليوني صفحة للتعريف بالشبكة ؟

يبلغ عدد الصفحات التي يحويها دليل google وفق آخر إحصائياته بليونين وثلاثة وسبعين مليونيا ووأربعمائة وثمانية عشر ألفاً ومائتين وأربع صفحات. وهذا العدد ليس كبيراً، فكثير من الأدلة الأخرى تحوي عدداً مماثلاً، وربما أكبر. والمشكلة في نمو الدليل وزيادة عدد صفحجاته هو أن صاحب الموقع عليه أن يسجل موقعه ضمن الدليل بنفسه، أي أنه لو لم يفعل هذا لفقد فرصة تضمين موقعه في الدليل الأكثر شهرة على الشبكة. عموماً هذه ليست مشكلة محصورة في دليل google بل مشتركة ضمن كل أدلة البحث على الشبكة.

والسؤال يبقى هنا أنه هل تكفي هذه الأدلة لتعطي الصورة الصحيحة للشبكة ؟

بقعة ضوء

بدأ محرك البحث google كمشروع رسالة دكتوراة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعالجة الطبيعية للغة في جامعة ستانفورد بريدح في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحول إلى موقع عالمي ذو سمعة مرموقة يخدم بستة وستين لغة عالمية (بينها العربية)، تقوم بمعالجة 120 مليون طلب بحث يومياً، كما أنه مصنف ضمن قائمة أفضل خمسة عشر موقعاً في الولايات المتحدة. أما عوائده فتصل إلى 50 مليون دولار سنوياً، ويتوقع أن تصل عوائده في المستقبل القريب إلى مليار دولار سنوياً.

وصلات لخدمات على الموقع: