أفغانستان أحلى على الإنترنت - غسان حزين - الرأي الأردنية -  4-2-2002

 

متى تصبح كما على الشبكة ؟

أفغانستان أحلى على الشبكة

 

تسلطت الأضواء على أفغانستان بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الفائت، وانعكس هذا الاهتمام بالتالي على مواقعها الالكترونية، فحصدت مواقعها الجوائز كأفضل مواقع الشبكة، رغم عاديتها.

أمر اختيار مواقع ذات إقبال عال وتصميم عادي يطرح تساؤلات عدة عن قيمة هذه الجوائز، فالبعض يعتبرها جوائز استثمارية، حيث أنها تسوق اسم الموقع مانح الجائزة بشكل جيد، وبرز هذا الأمر أخيراً عند اختيار احد المواقع مانحة الجوائز موقع "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان" جائز أفضل ومقع على الشبكة 2001/2002، رغم أن تصميم هذا الموقع يبدو سيئاً ويغص بالرسوم والكلمات بكثير من اللغات.

اخترنا لكم موقعين أفغانستانيين لمراجعتهما وإلقاء الضوء عليهما، وهما "أفغانستان أون لاين" و "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان".

 

أفغانستان أون لابن: أفغانستان أحلى !

لا يسع متصفح هذا الموقع إلا أن يثني على مصممه وقدراته التصميمية الكبيرة التي يتمتع بها. فقد اختزل أفغانستان كلها، وبكافة أشكالها و سبر أغوار زمانها وجعلها تبدو أحلى مما هي عليه حقيقة. فتلك الصحارى القاحلة تبدو على الشبكة جميلة كالسهول الخضراء تماماً، أما الجبال فلا إبراز لقساوتها، وإنما لشموخها وتوقها الأزلي للعلى.

واجهة الموقع تضع المتصفح أمام خارطة أفغانستان بلون أحمر قان وزهرتين حمراوتين ومئذنة، ولست أدري لماذا ذلك الفارس المجهول يبدو وكأنه يهم بالخروج من الخارطة، هل كناية عن انتهاء الحرب ؟ في أسفل هذه الصور يبدو أن مصمم الموقغ يجني ثمار الوضع الحالي لأفغانستان، فهو يوفر للمتصفح إمكانية شراء أكواب أو قمصان مرسومة عليها خارطة أفغانستان، و يوفر لك إمكانية شراء "باكول" وهي قبعة أفغانية يرتديها أهل منطقة "نورستان.

على اليسار يختزل العامود الممتد على طول الواجهة محتويات الموقع، فبينها يمكنك الارتحال والتنقل بين الثقافة الأفغانية بالمعلومات الغزيرة المتوفرة، وبين المعلومات العامة التي تصف أفغانستان بأنها بلد يقطنه المسلمون بنسبة كبيرة، وكذلك بعض الهندوس والسيخ واليهود، وغيرها من المعلومات المرتبة والمنظمة بطريقة سهلة لا تشتت الزائر ولا تربكه.

 

نكات، أشعار، وموسيقى

لا يتصف الموقع بالجمود، بل هو موقع لم يترك أمراً أفغانياً إلا وطرقه، فلم ينس النكات التي كان يتندر بها الأفغان على لسان "الملا نصرالدين" الذي يبدو أنه شخصية مرحة يتذكرها الأفغان بنكاتها وقريبة الشبه إلى شخصية جحا العربية. أمر تعريف هذه الشخصية من النقاط القليلة جداً التي تسجل على هذا الموقع، فهو لم يعرفها ولم يذكرها سوى في قسم النكات التي تبدو على نفس منوال النكات السائدة عن جحا، حيث تروي إحدى النكات أن شخصاً سأل الملا نصرالدين، أيهما أكثر فائدة، الشمس أم القمر؟ فأجاب الملا نصرالدين "القمر طبعاً، لأننا في الليل نكون بحاجة للضوء أكثر من النهار".

أيضاً يوفر الموقع معلومات هائلة عن الشعر الأفغاني، ويعرض مقاطع منه مترجمة للغة الإنجليزية، وتستطيع عبره الاستماع لبعض الأغاني الشعبية الأفغانية، وأغان للمطرب الأفغاني أحمد زاهر، وكذلك هناك معلومات غزيرة عن متحف كابل مدعمة بالصور.

باختصار، يبدو هذا الموقع على درجة عالية من الجودة، فمعلوماته شاملة أغلب مناحي الحياة الأفغانية، والمعلومات التي يوفرها يندر وجودها في مواقع أخرى تتحدث عن أفغانستان.

 

"الثوريات" : جمود الموضوع وسوء التوزيع

يبدو هذا الموقع أضعف من سابقه، فتصميمه سيء للغاية ويجهد متصفحه إن حاول استخراج المعلومات منه. فرغم أنه موقع يعمل بسبع لغات (ليس بينها العربية) إلاّ أنه يعاني من كيفية عرض ذلك الكم الهائل من المعلومات و الأخبار المتعلقة بالجمعية والموضوعة تباعاً على نحو غير منسق على الصفحة الرئيسة للموقع.

هذا الموقع يتحدث بشكل خاص عن "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان"، ويتعرض على نحو بعيد بأخبار أفغانستان وأخبارها، لذلك يبدو موقعاً عن تلك الجمعية أكثر من كونه موقعاً عن أفغانستان. ففي بداية الموقع تطالعك صورة "قائدة الجمعية" مينا، التي يصفها الموقع بالشهيدة، حيث توفيت عام 1987، ثم تقرأ هدف الجمعية المتلخص بأنها "جمعية سياسية-اجتماعية للمرأة الأفغانية المكافحة من أجل السلام والحرية والديمقراطية وحقوق المرأة". ويبدو أن هذا الموقع الذي التحق بركب مواقع الشبكة العام 1997 قد أثار الكثير من وسائل الإعلام، فهو ينشر مقاطع من صحف ومحطات إخبارية عالمية تتحدث عن هذا الموقع، فهناك تجد "جابان تايمز" و "ديرشبيغل" و "سي ان بي سي نيوز" وغيرها الكثير تتحدث عن الموقع.

عموماً يسيطر الإحباط على متصفح الموقع، فتصميمه البالغ السوء يذهب حسناته إلى الجحيم، فلا يدري المتصفح من أين يبدأ، أمن تلك المقالات التي تتحدث عن الموقع أم من العامود الأيسر الذي يضم بدوره كماً كبيراً من المعلومات ؟ هذا على الرغم من أنه يحوي موضوعات قد تهم بعض المتصفحين كالمواضيع المتعلقة بالمرأة الأفغانية أوالتقارير الكثيفة المتراصة أسفل الصفحة والقادمة من أفغانستان تباعاً.

 

عناوين ذات صلة:

http://www.afghan-web.com

http://rawa.fancymarketing.net/

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

المنتدى

 

 

RealTracker