أمراض الإنترنت - غسان حزين - الرأي الأردنية - 8-6-2002

 

أمراض الإنترنت

 

مع ظهور الشبكة الدولية للمعلومات، وتزايد نطاق مستخدميها الذي شمل الملايين بانتظار أضعافهم، ظهرت "أمراض" جديدة على المستخدمين، قد يكون أغلبها غير عضوي. ولا بد أنك سمعت عن مدمني الشبكة، وعن لصوصها الجدد، ومخربيها المراهقين. أما قصص الفيروسات فهي تختلف، حيث أن "لمريض" في هذه الحالة هو جهاز الحاسب وليس المستخدم. إلا أن هذا الأخير قد يصاب بـ "فيروس الفراق" المؤقت ريثما يستعيد حاسبه صحته ويزاول نشاطه من جديد.

 

مرض الحاسب، مرض المستخدم !

ونبدأ من حيث انتهينا في عرضنا الموجز لبعض "الأمراض" الإلكترونية، إن جاز لنا التعبير. فإصابة جهاز الحاسب بالفيروس يعني تعطله وتعطلك عن العمل. وهنا تستطيع، ، أن تصنف نفسك من حيث شدة استخدامك لهما. فالمعاناة، والإحساس بالفراغ لغياب تلك الكتلة المعدنية يشير إلى أنك مدمن للحاسب و مستخدم شرس له وللشبكة. أو على الأقل مدمن متوسط الخطورة.

ولأخذ صورة أكثر قرباً للتعرف على مدمني الشبكة، عليك التعرف على شخصيات "إلكترونية" خالصة. وهؤلاء أشخاص متوفرون بكثرة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة واليابان. فمثلاً قبل أسابيع طرحت شركة مايكروسوفت جهازها الجديد "اكس بوكس" في أوروبا، وهو جهاز منافس لمنصة الألعاب الإلكترونية الشهيرة "بلاي ستايشن". وأشارت التقارير القادمة من هناك إلى تغيب عدد كبير من المواطنين عن أعمالهم وذلك حتى لا تفوت عليهم فرصة "اللعب" الإلكتروني. إن كنت ممن يفضل التغيب عن عمله مفضلاً عليه استخدام حاسبك، فأنت إما مدمن ظاو على طريق الإدمان السريع.

بالنسبة للأمراض النفسية التي تحفل بها الشبكة ومستخدميها، تبرز مشكلة التعلق بالأفراد الوهميين المتناثرين على الشبكة. وتزداد هذه المشكلة عند مريدي مواقع الدردشة ومنتديات الحوار، ما يشكل لهؤلاء الأشخاص ارتباط وثيق بالأفراد الذين يتحادث معهم عبر الشبكة، وتفضيله لعالم خيالي على عالمه الحقيقي الذي يعيش فيه.

هذا الأمر لايعني أن مستخدمي الشبكة غير مرتبطين بعالمهم، بل إن أكثرهم لا يستطيع التأقلم مع واقع الشبكة الجديد دون ربط هذا العالم بواقعه. حيث كشفت دراسات نفسية أن 50% مستخدمي الشبكة يختارون كلمة السر الخاصة بهم على أساس أسماء او تاريخ ميلاد أفراد العائلة أو الحيوانات الاليفة، و30 % يبنون كلمة السر على أسم المغني أو الرياضي المفضل لديهم. هذا الأمر يجعل اختراق كلمة السر سهلا بالنسبة "للهاكرز". وأردفت الدراسة أن على المستخدمين تغيير كلمة السر الخاصة بهم بين فترة وأخرى. لكن هذا الارتباط ليس متيناً أبداً، بل قد يكون واهناًَ وأمر قطعه ليس بالأمر الصعب.

 

المخربين: جنون العظمة ؟

أكثر الأسباب التي تدعو مستخدم الشبكة لاختراق المواقع والسطو على الأرقام السرية لبطاقات ائتمان المشترين عبر الشبكة، هي اثبات الذات. فالدراسات النفسية التي أجريت في هذا الصدد في أغلبها، أشارت إلى أن هؤلاء المخربين يحاولون إثبات قدراتهم الخارقة في مجال البرمجة والتعامل مع الحاسب والشبكة للعالم أجمع. وعادة ما يكونون عاطلين عن العمل. أي أنهم ينتظرون من أفعالهم التخريبية أن تحسب لهم ورقة رابحة في سيرهم الذاتية عند تقديمها طالبين العمل.

ولكن ماذا عن آخرين يعملون، وليسوا على علاقة وطيدة بأمور الشبكة وحاسباتها ؟ هؤلاء يقسمون إلى قسمين، منمهم من يقوم بأفعال تخريبية بهدف التسليه، وغالباً ما تكون النتائج المترتبة على عملياتهم بسيطة، لا تزيد عن التنصت على شخص ما بهدف الضحك فقط. أما القسم الثاني، فإنه يقوم بالعمليات التخريبية بهدف تسليط الضوء على قضية معينة. كتلك العمليات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي راحت ضحيتها العديد من المواقع العالمية. فهنا يلجأ أحد الطرفين إلى الدخول إلى قاعدة البيانات الموجودة ضمن الموقع ويعمدون إلى تغييرها وفق أهوائهم، ما يسبب الأعطال في الموقع ويغير المعلومات التي يعرضها. كأن ترى موقعاً إسرائيلياً يتحدث بلسان حال الفلسطينيين.

 

 

  عودة

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسة
تعليم
نصائح
قضايا
برامج
مواقع
طرائف
تواصل
English

 

RealTracker